هل اصبحت الابتسامة صعبة على شفاهكم؟
هل غابت الضحكة من القلب عن حياتكم؟
هل توقفتم عن الانبهار بالأشياء والإحداث من حولكم؟
إخواني
وأخواتي ان روحكم عليلة وتحتاج الى مداواة.. لذا اهمس في إذن كل منكم محذر
من علة النفس. فالأحاسيس الجميلة تساعدكم على الاستمتاع بالحياة، لكنكم قد
تلتفتون حولكم فجأة لتكتشفوا إنكم فقدتموها وسط زحام الحياة وصراعاتها من
دون أن تدركوا. وبالطبع يتوق كل منكم لاستعادة إحساسه بالفرحة والحماس
للحياة، لذلك عليكم أن تعرفوا إن حياة الإنسان في هذا العالم مجموعة من
العهود يقطعها على نفسه والآخرين من حوله. كن أول هذه العهود وأكثرها
أهمية هو العهد الذي يقطعه الإنسان مع الله سبحانه وتعالى، فعلى أساسه
تتحدد كل الإحداث في حياته.
لذلك
عندما يشعر الإنسان بأنه فقد الاستمتاع بالحياة او انه لا يتلقى ما كان
يتوقعه، فمن الطبيعي ان تكون له وقفة مع نفسه ليختبر مدى التزامه بالعهد
الذي قطعه مع خالقه عز وجل. وقبل ان يلوم الظروف عليه ان يحاول اكتشاف
نقطة التقصير التي أدت إلى هروب السعادة من بين يديه.
لذلك
هذه الهمسة مهمة جدا لحياتكم، فعليكم ان تبنوها على سلسلة متصلة من العهود
التي تتم بموجب شروط واضحة وثابتة. وكما تعطون تأخذون فكلما أعطيتم بإخلاص
كان المقابل سعادة لا حدود لها، وكلما قمتم بما عليكم تجاه الآخرين فان
الله سيرعاكم ويأتيكم بالخير. ولا مانع من ان يقطعوا من دون انتظار
المقابل، فيأتيكم ما لا تتوقعونه من خير وسعادة.
وأخيرا
عليكم يا إخواني وإخوتي ان تعوّدوا أنفسكم دائما على البحث فلا تكتفوا
بالبكاء على ما فقدتموه ولا بالتوتر مما يقابلكم من صعوبات، حتى تستطيعوا
مع الوقت تدريب أنفسكم على تخطي نقطة الاستسلام للظروف وإلقاء اللوم على
الآخرين، ولتصبحوا قادرين على محاسبة أنفسكم أولا على أخطائها.